**أيا حامل القرآن:ما العبرة وما الفائدة من آيات الترغيب والترهيب،إذا كنت تمر بها ولم تتدبر معانيها،ولا تعتبر بمضمونها؟
**أيا حامل القرآن:ما الفائدة من آيات الأحكام،إذا كنت تقرؤها ولم تفقه معانيها،ولا تلتزم بحدودها؟
**أيا حامل القرآن:ما العبرة من آيات القصص عن الأمم السالفة،وما حل بهم في الأيام الخالية،إذا كنت تتلوها ولم تتعظ بها،ولا تعتبر بهلاك أجمعها؟
**أيا حامل القرآن:ما لك تقرأ وتسمع(يا أيها الذين آمنوا) نداء الله إياك باسم الإيمان فلا تجبه،وعبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-يقول:[إذا سمعت(يا أيها الذين آمنوا) فأرعها سمعك؛فإنها خير تؤمر به،أو شر تنهى عنه)]
**أيا حامل القرآن:مالك تحرك اللسان بصوت شجي،ولا تحرك به القلوب،ويقول ابن مسعود-رضي الله عنه-في القرآن:[لا تنثروه نثر الدقل،ولا تهزوه هز الشعر،قفوا عند عجائبه،وحركوا به القلوب]
**أيا حامل القرآن:أين أنت من قول ابن مسعود-رضي الله عنه-[ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون]؟
**أيا حامل القرآن:إذا أردت أن تعرف حبك لله،فاعرض نفسك على القرآن،وانظر كم مرة وجدت لذة التلاوة؟!
وكم مرة دمعت عيناك؟!
تعصي الإله وأنت تزعم حبه
هذا لعمري في القياس شنيع
**أيا حامل القرآن:هل شكرت الله تعالى حق شكره على ما من به وفضله عليك من حفظ القرآن العظيم؟!
فمن شكره أن تقوم في جوف الليل وتتلوه في صلاتك،وفي ذلك اقتداء بالنبي-صلى الله عليه وسلم-فكان عليه الصلاة والسلام يقوم حتى تتفطر قدماه ويقول إذا سئلأفلا أكون عبدا شكورا)
ولشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-اختيار بديع في صلاة الليل في حق حافظ القرآن وطلبة العلم؛فإن يرى وجوب قيام الليل في حقهم.
*ويقول المرداوي في منظومته:
وأفضل نفل المرء ليلا ببيته
فقم تلو نصف مثل داود فاسجد
ولاتخلين الليل من ورد طائع
بحزبك تتلو فيه سرا تجود
إلى أن قال:
فلاخيرفي عبد نؤوم إلى الضحى
أما يستحي مولى رقيبا بمرصد
يناديه هل من سائل يعط سؤله
ومستغفر يغفر له ويؤيد
**أيا حامل القرآن:تدبر في آيات الفرقان،كثيرا ما تجد فيها ذكر الشيء وقسيمه،
كالإيمان والكفر،
والجنة والنار،
والبشارة والنذارة،
والفلاح والهلاك،
والسعادة والشقاوة،
والسراء والضراء،
والآلاء والبلاء،
كل ذلك لتتدبر وتفقه مراد الله فيما أنزل إليكم هذا الكتاب الحكيم،الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه.
إذن فما الفائدة من حفظ حروفه وتضييع حدوده،إذا كنت لا تفقه عن الله سبحانه وتعالى؟
**أيا حامل القرآن:ما لك حملت الأمانة ثم تخونها،ورضيت أن تكون ظلوما.
**أيا حامل القرآن:ما لك تبتغي وجوه المداحين،بحفظ كلام رب العالمين،أما تخاف أن تكون أول من تسعر بهم النار؟
ثوب الرياء يشف عما تحته
فإذا اكتسيت به فإنك عاري
**أيا حامل القرآن:ما لك رضيت أن يكون القرآن حجيجك يوم القيامة(القرآن حجة لك أو حجة عليك)ولم ترض أن يكون شفيعا لك(اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)
**أيا حامل القرآن:أ لا ابتغيت به وجه الله،حتى يقال لك:اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
**أيا حامل القرآن:أ ما يرضيك أن يلبس والديك تاج الحلة والكرامة يوم الجزاء والنشور.
**أيا حامل القرآن:أ يرضيك أن يكون النبي-صلى الله عليه وسلم-خصمك يوم القيامة فيشتكي عليك؛(وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا*-قال الله تعالى:وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا)
**أيا حامل القرآن:ألم تعلم أنه رب قارئ يقرأ القرآن والقرآن يلعنه؟!
يقرأ قوله تعالىألا لعنة الله على الظالمين)ثم هو يظلم،وكذا يقرأ قوله تعالىفهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم*أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم*أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)ثم هو يقطع أرحامه ويهجرهم لغير سبب شرعي.
